إستقبال الدروس عبر بريدك الإلكتروني ؟

قم بإدخال بريدك الإلكتروني و أنقر على أشتركُ

سيمكنك هذا من الحصول على الدروس القادمة، عبر بريدك الالكتروني، فور نشرها

موضوع الاقتصاد والمشكلة الاقتصادية

موضوع الاقتصاد والمشكلة الاقتصادية
الدرس 02 بقلم الدكتور عاشور فني (بتصرف)
يحيل مصطلح الاقتصاد إلى حقيقتين متمايزتين: الواقع الاقتصادي و العلم الذي يدرسه.
  • فالنشاط الاقتصادي قديم قدم الحياة البشرية
  • أما العلم الذي يتناول هذا الواقع بالدراسة والتحليل فهو حديث يرتبط بالعصر الحديث.
يدرس علم الاقتصاد المشكلة الاقتصادية.

مفهوم المشكلة الاقتصادية

يعني الباحثون بالمشكلة الاقتصادية :
"تلك المشكلة النظرية التي يطرحها الباحثون للنظر وتسمح بقيام علم خاص هو علم الاقتصاد."
و مثال على ذلك المشكلة الاجتماعية أو المشكلة السياسية و غيرهما. تتمثل المشكلة الاقتصادية في تعدد الحاجات و ندرة الموارد مع تعدد استخداماتها.

الحاجات الاقتصادية

الحاجات بالمعنى الاقتصادي
"مفهوم يشمل الرغبات والميول والمتطلبات الضرورية للحياة والقابلة للتحقق على أرض الواقع."

خصائص الحاجات الاقتصادية

من خصائص الحاجات الاقتصادية أنها متعددة ( كثيرة ) ومتنوعة ومتجددة متزايدة.
  • متنوعة (تظهر في أشكال مختلفة حسب المناطق والمواقع وباختلافات بين الريف والمدن )
  • متجددة (عند تناول الطعام يتم إشباع الحاجة إلى الغذاء مؤقتا ثم تتجدد الحاجة إلى الطعام بعد فترة محددة)
  • وهي متزايدة (بفضل النمو الديمغرافي من جهة وبفضل ظهور حاجات جديدة بعد كل إشباع للحاجات القائمة).

أنواع الحاجات الاقتصادية

يتمثل تعدد الحاجات في وجود حاجات إنسانية كثيرة :
  • الحاجة إلى الطعام والشراب
  • الحاجة إلى الكساء و السكنى و إلى التعليم و الصحة و العمل و التنقل و الراحة و التسلية.
وإذا صنفنا تلك الحاجات يمكن اعتبار بعضها من الضروريات وهي

الحاجات الأولية

كالحاجة إلى الغذاء واللباس والسكن، وهي ضرورية لبقاء الإنسان على قيد الحياة ويقال عادة أنها غير قابلة للضغط ولا للتقليص أو الإلغاء.

الضروريات أو الحاجات الثانوية

و هي تلك الحاجات الضرورية للعيش في المجتمع ومن أهمها الحاجة إلى الأمن وإلى الانتماء وإلى التعلم والصحة العمومية والنظافة والنظام العام.
وفي مرحلة تالية يمكن الحديث عن

الكماليات

و هي نسبية تتعلق بما يريده الناس لتحقيق الرفاهية العيش الرغيد وهي كل ما يزيد عن الضروريات.

الموارد الاقتصادية

الموارد هي كل ما يمكن أن يشبع حاجة من الحاجات الاقتصادية.

خصائص الموارد الاقتصادية

تتمتع الموارد الاقتصادية بعدة خصائص أهمها أنها

نافعة

أي تتوفر على خصائص مادية فيزيائية تقنية تسمح لها أن تكون صالحة لإشباع حاجة معينة (الخبر يشبع الجوع – الماء يروي العطش).

نادرة

فهي في نظر الاقتصاديين محدودة رغم كثرتها. ويعبر عن ذلك بمفهوم الندرةالندرة نوعان: مطلقة ونسبية.

أنواع الندرة في الموارد الاقتصادية

الندرة المطلقة

تنصرف إلى فكرة أن الموارد متوفرة بكمية محدودة في المكان والزمان رغم أن الكمية كبيرة جدا. هذه الندرة المطلقة ليست جزء من المشكلة الاقتصادية بل هي مشكلة تقنية يتم التغلب عليها بفضل التقدم التقني. أمثلة :
  • ندرة المساحات الأرضية يمكن التغلب عليها بزيادة الخصوبة وتحسين نوعية التربة.
  • نقص الفحم الحجري أمكن التغلب عليه بتطوير المحركات واستعمال تقنية الانفجار الداخلي.
  • نقص الصوف أمكن التغلب عليه بتطوير الخيوط الاصطناعية.
نتيجة لاحظ أن هذه الابتكارات كلها هي نتيجة التقدم التكنولوجي والتطبيقات الحديثة للنظريات العلمية أي نتيجة دخول المعرفة في الاقتصاد. و سنعود إلى المسألة لا حقا. لذاك فإن الندرة المطلقة ليست مشكلة اقتصادية بل مشكلة تقنية.

الندرة النسبية

تنصرف إلى فكرة أن الموارد الاقتصادية لا يمكن أن تفي بكل الحاجات الاقتصادية. فالموارد كثيرة ومتوفرة بكميات كبيرة بالمفهوم المطلق. لكنها قياسا إلى الحاجات القائمة لا تكفي لتلبية كل الحاجات. ومن ناحية ثانية فإن كل مورد يقبل عدة استخدامات متفاضلة في ما بينها واستخدام المورد في احدها يفوت فرصة استخدامه في باب آخر وهذا ما يطرح مشكلة الاختيار والمفاضلة بين استخدامات الموارد المتنوعة. أمثلة :
  • استخدام قطعة أرض للبناء يفوّت فرصة استخدمها للزراعة.
  • زراعتها لإنتاج نوع من المحاصيل (القمح) يفوّت فرصة استخدامها لنزع آخر (الخضر).
  • تمليكها للدولة يفوت فرصة ملكيتها من قبل الخواص.
نتيجة كل هذه الحالات تتطلب استخدام الحساب الاقتصادي للتوصل إلى الإستخدام الأمثل لهذا المورد النادر والثمين في نفس الوقت.

الاقتصاديون و المشكلة النظرية

أشار الاقتصاديون إلى بعض المفارقات الغريبة:
  • بعض الموارد نفعها كبير ولكن لا قيمة اقتصادية لها : الهواء مثلا.
  • بعض الموارد لا نفع لها لكن قيمتها عالية جدا: الألماس.
  • بعض الموارد لا تعتبر اقتصادية أصلا بل هي موارد حرة لها نفع كبير ولكنها متوفرة بكميات تتجاوز حاجات كل البشر و بلا ثمن و لا جهد مثل الهواء و الضياء و الماء.
    • هذه الموارد لا تكون اقتصادية إلا إذا دخل عليها عنصر نادر: العمل أو التكنولوجيا أو راس المال. أمثلة :




    • نقل الماء إلى المنازل في أنابيب أو تعبئته في قوارير
    • تهوية الهواء في المناطق الحارة أو تدفئته في المناطق الباردة
    • تنقيته في المناطق الملوثة
    • توليد الضياء بالطاقة الكهربائية.
يرى الاقتصاديون أن هذه المشكلة النظرية هي التي تكمن وراء نشأة علم قائم بذاته هو علم الاقتصاد. و لكن اختلفوا في تحديد موضوعه

نظرة الاقتصاديين لموضوع الاقتصاد

اختلفوا في تحديد موضوعه حيث
  • يرى فريق منهم أن موضوع الاقتصاد هو دراسة الحاجات المتعددة والموارد النادرة متعددو الاستخدامات مما يترتب عنه مشكلة الاختيار كما سبق وتناولناه في الفقرة أعلاه.
  • و يرى فريق آخر أن موضوع الاقتصاد هو تسيير الموارد النادرة باستخدام أفضل السبل لتعظيم العوائد.
  • و يري فريق آخر أن موضوع الاقتصاد هو تحقيق نوع من الرشادة والعقلانية في استخدام الموارد المتاحة للوصول إلى الاستخدام المثل لزيادة رفاهية المجتمع.
  • و يرى آخرون أن موضوع الاقتصاد هو دراسة العلاقات الاجتماعية.
سنرى في درس لاحق ما هي خصائص المشكلة الاقتصادية للمعرفة وما هو موضوع اقتصاد المعرفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Ajouter un commentaire ici

The Hidden Garden's Blog