إستقبال الدروس عبر بريدك الإلكتروني ؟

قم بإدخال بريدك الإلكتروني و أنقر على أشتركُ

سيمكنك هذا من الحصول على الدروس القادمة، عبر بريدك الالكتروني، فور نشرها

اقتصاد المعرفة ونشأة علم الاقتصاد

اقتصاد المعرفة ونشأة علم الاقتصاد
الدرس 01 بقلم الدكتور عاشور فني (بتصرف)

كانت المعرفة وما تزال، أساسا لكل الأنشطة الاقتصادية بل ولتطور البشرية وتقدمها غير أن الاقتصاد عند نشأته لم يأخذ في الحسبان أهمية المعرفة ودورها في إنتاج المواد والخدمات. كما لم يهتم بإنتاج المعرفة باعتباره نشاطا اقتصاديا.

نشأة علم الاقتصاد

نشأ علم الاقتصاد في الربع الأخير من القرن الثامن عشر في ظروف خاصة طبعت هذا العلم بطابعها ردحا طويلا من الزمن.

كان صدور كتاب "بحث في طبيعة وأسباب ثروة الأمم" لأدم سميث سنة 1776 بمثابة عقد ميلاد هذا العلم الحديث. وكان النشاط السائد في تلك المرحلة يتمثل في :
القطاع الصناعي في بلد متطور مثل انكلترا.
والقطاع الزراعي في بلد نام مثل فرنسا.

كانت أوروبا آنذاك تخرج من مرحلة الرأسمالية التجارية (المركنتيلية) التي كانت:
  • قوة الدول فيها تقاس بما تملكه من جيوش وأساطيل.
  • ثروة الدول تقاس بما تملكه كل دولة من ذهب وفضة.
وتتجه نحو الرأسمالية الزراعية والصناعية التي:
  • تقاس فيها الثروة بالعمل.

كانت هذه الأنشطة الجديدة تجسد الثروة والقوة الاقتصادية.

في كتاب "ثروة الأمم" تطرق آدم سميث إلى مصدر قيمة السلع المتداولة في السوق ومقياسها وهو العمل. و فرّق بين:
العمل المنتج (تترتّب عنه منتجات مادية ملموسة تضاف لثروة الأمة)
والعمل غير المنتج ( يعتبر ضروريا للمجتمع ولكن لا يمكن اعتباره منتجا لأنه لا يضيف شيئا لثروة الأمة التي تتمثل في المنتجات المادية.)

وقد سارت المدرسة التقليدية كلها على هذا المنوال حيث تميّزت نظرة اقتصادييها بما يلي:
  • تمثل ثروة الأمة في ما تمتلكه من قدرات إنتاج وما تنتجه من منتجات وبضائع رائجة في الأسواق الوطنية أو تصدر للخارج
  • مصدر قيمة هذه البضائع ومقياسها هو العمل.
  • قوة العمل الصناعي على التقسيم التقني للعمل وعلى التخصص في الإنتاج.
  • تزيد القوة الاقتصادية للدولة بمقدار إتــّساع سوقها الوطنية وقدرتها على التصدير للسوق الدولية.
  • تقوم العلاقات الاقتصادية على تقسيم العمل الدولي وتخصص كل دولة حسب مزايا الإنتاج.
  • ينمو النظام الرأسمالي ويتحقق النمو الصناعي بقدر ما تتسع الأسواق وتزدهر التجارة الدولية.
اهتمت المدرسة التقليدية بـ "الاقتصاد الكلي" أي "الاقتصاد الوطني" و بالنمو الاقتصادي و الأزمات وتراكم رأس المال.

و قد ظهر، آنذاك، اتجاهٌ أعتـُبـر تشاؤميا يرى بأن :
"النظام الرأسمالي مهدد بالأزمة بسبب ندرة العنصر الطبيعي، أي الأرض، مما ينذر بارتفاع تكاليف الإنتاج و أجورالعمال ونقص أرباح الرأسماليين وبالتالي انخفاض الاستثمارات مما يهدد بتوقف النمو."
كما ظهر اتجاه نقدي تمثله المدرسة الماركسية يرى بأن :
"النظام الرأسمالي يقوم على استغلال العمل وتراكم رأس المال، وهو ما ينذر بتسريح العمال وازدياد الفقر، وبالتالي الثورة على النظام الرأسمالي."
هذا التحليل الاقتصادي يأخذ في الحسبان العمل المرتبط بالإنتاج المادي ولكنه لم يعط أهمية للعمل غير المرتبط بالإنتاج المادي مثل التعليم والتربية، عمل المحامين و الأطباء و المفكرين و العلماء و الفنانين و المبدعين وغيرها من أنواع العمل الذهني و العلمي و المعرفي و الخدماتي و أصناف المهن الحرة المزدهرة في المجتمع.

و مع ذلك فقد اعتبر آدم سميث أن تقسيم العمل ضروري للتقدم التقني والنمو الصناعي وهذا اعتراف بأهمية النص التنظيمي في العمل الصناعي وبأهمية الخبرة والمهارة في زيادة الإنتاج المادي وقد وضع بذلك أسس اقتصاد الإبداع التكنولوجي.

كما اعتبر بعض الاقتصاديين ان التعليم والتدريب المعنوي يزيد من كفاءة العامل وقارنوا بين تحسين الآلات لزيادة إنتاجه و بين تدريب العامل لزيادة كفاءته الإنتاجية.

وقد ظهرت بعد قرن من كتاب "ثروة الأمم" مؤلفات مهمة لأساتذة جامعيين يشتغلون في جامعات أوروبية متفرقة أسست لما سُـميّ بــ "المدرسة التقليدية الجديدة" غيرت معالم التفكير الاقتصادي برمّته :

في ما يتعلق بالنظرة إلى الاقتصاد

أعطى التقليديون الجدد أهمية للتحليل الجزئي واهتموا بسلوك الوحدات الصغرى على عكس المدارس السابقة التي اهتمت بالاقتصاد الكلي أي الاقتصاد الوطني ونموه سُميّ بالنمو و الأزمات و تراكم رأس المال.

في ما يتعلق بالنظر إلى القيمة

اعتبر التقليديون الجدد أن قيمة الأشياء لا تتوقف على أسس موضوعية ولكنها تتعلق بمنفعتها لكل شخص.

في ما يتعلق بالنظر إلى الإنتاج

اعتبر التقليديون الجدد أن الإنتاج لا يعني خلق مواد جديدة بل خلق منافع لهذه المواد أو يوسع منفعتها عن طريق التحويل من شكل إلى شكل، أو من مكان إلى مكان، أو من زمان إلى زمان، مثال :
  • الفلاح ينتج القمح،
  • لكن صاحب المطحنة يوسع منفعته للمستهلك بتحويله من قمح إلى دقيق، أما الخباز فيضيف له قيمة جديدة (تحويل شكلي).
  • و ينقله التاجر إلى المدن أو الأحياء القريبة من المستهلك (تحويل من مكان إلى آخر).
  • قد يتم تخزين القمح من وقت إنتاجه إلى وقت الحاجة إليه (تحويل من زمان إلى آخر).

فالقيمة لا تعني "خلق منتوج جديد" بل "زيادة منفعة المواد والمنتجات".

بهذا الطرح تم توسيع مفهوم النشاط الاقتصادي ليتجاوز الصناعة و التجارة إلى الخدمات المرتبطة بالإنتاج مثل النقل و التخزين و بعض الأنشطة الأخرى مثل التأمينات والاستشارات وغيرهما من الأعمال غير المادية. ورغم هذا التطور الهام، فإن هذا الطرح لم يتوصل إلى أخذ المعرفة بعين الاعتبار في التحليل الاقتصادي.

هناك 6 تعليقات:

أخبار فنية يقول...

lمدونه ممتازه شكرااا لخدماتكم

أخبار الرياضة يقول...

مدونه ممتازه تمنياتنا لكم بالمزيد من التقدم والازدهار

Umzug Wien يقول...

رائع جدا
شكرا لمجهوداتكم

أخبار يقول...

رائع جدا
مدونه قيمه
شكرا جزيلا

Umzug Wien يقول...

موضوعات رائعه ومدونه ممتازه
شكرا جزيلا

غير معرف يقول...

ما هو الفرق بين اقتصاد الاعلام و اقتصاد المعرفة

إرسال تعليق

Ajouter un commentaire ici

The Hidden Garden's Blog